بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن أبناء تميم الداري رضي الله عنه موجه للأمة بعامة وإلى أهل الخليل بخاصة
بمناسبة أوامر محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، لرئيس وزرائه رامي الحمد الله باستملاك أرض خلة المغاربة التابعة لوقف الصحابي تميم الداري رضي الله عنه وتمليكها للبعثة الروسية باسم المنفعة العامة، نعلن نحن أبناء الصحابي تميم الداري وأخوته رفضنا لهذا القرار الخائن لله ولرسوله وللمؤمنين بعامة وأهالي الخليل بخاصة. وكنا قد أصدرنا بياناً بتاريخ 12/11/1996 أعلنا فيه رفضنا لاتفاقية الخليل الخيانية أو ما سمي باتفاقية طابا وإليكم هذا البيان.
بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخ: الثلاثاء (12/11/1996)
ديوان آل التيمي .. عمان – ت 606121
بيان صادر عن آل التميمي بخصوص وقف جدهم
الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري رضي الله عنه
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وعلى من سار على دربه إلى يوم الدين وبعد. . .
نحن أبناء الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري وإخوته، نعلن للعالم أجمع أن أرض مدينة الخليل هي وقف علينا أوقفه الذي لا ينطق عن الهوى محمد صلى الله عليه وسلم على جدنا تميم الداري وإخوته رضي الله عنهم ولذريتهم من بعدهم إلى يوم القيامة كما جاء في حديث الإنطاء والذي روته أمهات كتب الحديث والتاريخ والذي نصه: “هذا ما أنطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتميم وإخوته، حبرون والمرطوم وبيت عينون وبيت إبراهيم وما فيهن نطية بت بذمتهم وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم، فمن آذاهم لعنه الله، شهد عتيق بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان وكتب علي ابن أبي طالب وشهد“
ولقد بقيت هذه الأرض المباركة وقف علينا منذ فتحها على يد الخليفة العادل عمر بن الخطاب وحتى دولة الأردن عندما كانت تحكم الضفة الغربية قبل حزيران سنة ألف وتسعمائة وسبع وستون، وبعد أن احتلها اليهود حاولوا أن يوجدوا فيها موطئ قدم وادعوا أنها أقدم مدينة لهم وأمام هذا الهراء نقدم ما يلي:
– أولا: لم يكن لليهود أي كيان في الخليل عبر التاريخ، ما عدا أفراد سكنوها قبل حوالي (250) سنة، وكانوا يعيشون على المهن الوضيعة، ولذلك أن أقدم سكان الخليل هم العرب، وجاءت هجرات عربية كثيرة وسكنت الخليل وفلسطين، وكان منها الهجرات التي بدأت بعد انهيار سد مأرب، والتي كان منها العرب اللخميون الذي سكن قسم منهم جنوب فلسطين، ومن هؤلاء قسم سكن بين القدس و الخليل ومنهم الداريون، وكان من أبرزهم تميم بن أوس الداري وإخوته عند ظهور الإسلام، وقد كانوا نصارى، وكان يدعى تميم (براهب عصره) وقد أعلن إسلامه فأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم أرض الخليل.
– ثانيا: إن ادعاء اليهود أنهم أبناء إبراهيم عليه السلام، وأن إبراهيم كان يهوديا، فيكذبه واقع التاريخ القديم، فإبراهيم عليه السلام قد جاء داعية إلى الله من أرض العراق عندما اضطهده أهلها وحاولوا حرقه، فهاجر إلى الخليل وسكن بين أهلها العرب، وبدأ يدعوهم إلى الله، وقد رحبوا بنبي الله بينهم حتى إذا ماتت زوجته سارة طلب من ملكها عفرون الحثي أن يبيعه مغارة مكفيلا ليدفن فيها زوجته سارة، وقد دفن فيها هو وأولاده من بعده، وإبراهيم عليه السلام ليس بأب لليهود كما يدعون، فاليهودية دين وليست جنس، واليهود كما هو معروف علميا أجناس كثيرة اتبعوا دين اليهود، ففيهم الأوربي والأفريقي ومنهم يهود الخزر الذين كانوا نصارى فتهودوا، ولا يربط اليهود شيء غير الدين، وإبراهيم كان قبل أن تظهر اليهودية فكيف يكون يهوديا، قال تعالى: (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا يعقلون) 65 آل عمران.
هذا ولقد احتلت مدينة الخليل مرتين قبل هذا الاحتلال اليهودي، من قبل الصليبيين والتتار، ولكن الأبطال من هذه الأمة حرروها وأعادوا الوقف إلى وضعه الطبيعي ملكا لآل تميم، وبإذن الله سيزول هذا الاحتلال لتعود الخليل إلى أهلها وقفا شرعيا إلى يوم القيامة مصداقا لحديث الرسول عليه السلام.
فلما قبض الرسول عليه الصلاة والسلام تولى أبو بكر الخلافة، فكتب للداريين كتابا نسخته
كتاب من أبي بكر الذي استخلف في الأرض بعد رسول الله صلى الله عليه كتبه للداريين أن لا تفسد عليه مأثرتهم قرية حبرى وبيت عينون فمن كان يسمع ويطيع فلا يفسد منها شيئا
فلما فتحت فلسطين زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، جاءه تميم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر أنا شاهد ذلك فأعطاه إياه إلى اليوم.
هذا ولقد حافظ الأمويون على الإنطاء الشريف فقد أخرج أبو عبيد البكري في كتاب معجم ما استعجم أن سليمان بن عبد الملك كان إذا مر بأرض تميم يعرج عنها ويقول أخاف أن تصيبني دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج أحمد بن الربيع في كتاب من دخل مصر من الصحابة من طريق ابن وهب، أن سليمان بن عبد الملك لما ولي الخلافة أراد أن يعرض للداريين فأتوه بكتابهم فتركهم قال ابن لهيعة هي لهم إلى اليوم.
ثم جاء العباسيون وحافظوا على هذا الإنطاء وبعد الاحتلال الصليبي للخليل جاء المنقذ صلاح الدين، فأعاد الإنطاء إلى وضعه.
وقد حصل في زمن الإمام الغزالي أن بعض الولاة حاول انتزاع أراضي الإنطاء من الداريين، ولما احتج الداريون بالكتاب قال القاضي أبو حامد الهروي الحفني، هذا الكتاب ليس بلازم، لأن النبي أقطع تميما ما لم يملك، وعندما استفتي الإمام الغزالي وكان ببيت المقدس قال: هذا القاضي كافر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “زويت لي الأرض كلها”، وكان يقطع في الجنة فيقول، قصر كذا لفلان، فوعده صدق وعطاؤه حق، فخزي القاضي والوالي وبقي آل تميم على ما بأيديهم وكانت هذه الحادثة لما كان أبو بكر بن العربي بالشام.
ثم جاء المماليك فطهروا المنطقة من التتار وأعادوا الإنطاء إلى وضعه ثم جاء العثمانيون، فحافظوا على الإنطاء وهو الآن مسجل في سجل المحفوظات العثمانية التابعة لرئاسة الوزراء في إسطنبول تحت رقم 522، ثم جاء المحتلون الإنجليز إلى فلسطين فأنكروا الإنطاء والوقف، فرفعت عليه قضية من قبل آل التميمي، فشكلت محكمة مخصوصة من أجل ذلك شكلها الإنجليز، وصدر القرار أن هذا الوقف اعتبر وقفا صحيحا بمقتضى القرارات الصادرة من المحكمة العليا سنة 1925 وسنة 1927.
هذا وقد حكم رئيس محكمة الاستئناف الشرعية في القدس وفي العشرينات من هذا القرن بإعطاء ثلثها لابن السبيل بناء على رواية ضعيفة تنسب لسيدنا عمر بن الخطاب فرفع أبناء تميم قضية الإنطاء إلى مفتي مصر في ذلك الوقت الشيخ محمد بخيت المطيعي، فأفتى بعدم صحة حكم القاضي المستند إلى رواية غير صحيحة لأنها تخالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنطاء.
ومن هذا الاستعراض التاريخي لأرض الخليل المقدسة، هل نسير على طريق محمد صلى الله عليه وسلم ومن سار على دربه من الصحابة وحكام المسلمين أم نسير على طريق من يريدون أن يوطنوا اليهود في الخليل رغم أنه لم يكن لليهود كيان في الخليل عبر عصور التاريخ إلا فترة قصيرة عاشت فيها مجموعة صغيرة من اليهود بين أهل الخليل المسلمين، فما اكتشفوا تآمرهم بعد وعد بلفور أخرجوهم منها.
لهذا نعلن أننا باسم أبناء الخليل جميعا نرفض أي وجود لليهود في الخليل، وأننا نعتبر أرض الخليل وقفا إسلاميا صحيحا تواتر الإعتراف به وكل ما عداه من اتفاقيات لا يلزم إلا من وقع عليه.
لجنة الحفاظ على تراث الصحابي تميم بن أوس الداري