الكنائس الأجنبية تبيع عقارات جديدة في القدس للإحتلال

الكنائس تملك بإسرائيل أكثر من 100 ألف دونم: بعد بيعها 100 دونم في قيساريّة لجهاتٍ صهيونيّةٍ البطريركية الأرثوذكسيّة تبيع 500 دونم بالقدس

 Patriarch-Theophilos-III-of

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

كشف مسح جديد قام بإعداده كوكبة من خبراء الأرض والمسكن الإسرائيليين النقاب عن أنّ الكنائس المسيحيّة، الشرقيّة والغربيّة، تملك داخل الدولة العبرية أكثر من مائة ألف دونم، في جميع مناطق إسرائيل، وتحديدًا في القدس الغربية.

ولفتت المصادر الاقتصاديّة والسياسيّة في تل أبيب إلى ازدياد المخاوف لدى صنّاع القرار في إسرائيل لأنّ فترة تأجير الأراضي من الكنائس المختلفة ستنتهي خلال فترة تتراوح بين عشرين إلى ثلاثين عامًا، خصوصًا وأنّ الدولة العبرية لا تستطيع مصادرة هذه الأراضي لأنها أراضٍ وقفيةٍ.

ويُستشف من المصادر الإسرائيليّة الرسميّة، كما أفاد موقع صحيفة (معاريف) على الإنترنيت، أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة هي أكبر مالك للأراضي في إسرائيل مقارنةً بالكنائس الأخرى، مشيرةً إلى أنّه على الرغم من المحاولات الإسرائيليّة لإجراء مسحٍ حقيقيٍّ للأراضي التابعة للكنائس فشلت لأسباب بيروقراطية وأخرى.

وقال المختصان بشؤون الأرض د. أيتمار كاتس وبروفيسور روث كارك، إنّ مسح الأراضي التابعة للكنائس هي بمثابة مهمة مستحيلة، ذلك أنّ الحديث يجري عن أراضٍ شاسعةٍ ومبالغ طائلةٍ من الأموال، علاوة على العائق السياسيّ، إذْ أنّ الدولة العبرية والسلطة الفلسطينيّة والكنائس واليونان وروسيا، جميعهم يتدّخلون في القضية.

بالإضافة إلى ذلك، قال الاثنان، إنّ السبب الآخر هو غلاء الأراضي التي يدور الحديث عنها، وبالتالي فإنّ تقدير الأراضي بالأموال هي مهمة شاقة للغاية. وتبين أنّه بحسب تقديرات قام بإجرائها يسرائيل كمحي، من معهد (أورشليم للدراسات الإسرائيلية)، أنّ الكنائس تملك 4750 دونم في جميع أنحاء القدس الغربيّة والشرقيّة، 550 دونمًا منها تمّ تأجيرها، أمّا الباقي فقد واصلت الكنيسة السيطرة عليه واستخدامه.

إلى ذلك، وبعد أنْ كشفت وسائل إعلام قبل أشهر عن قيام البطريركية الأرثوذكسية في القدس ببيع 1000 دونم في قيسارية لجهةٍ خاصّةٍ، كشفت أمس الثلاثاء عن قيام البطريركية في شهر آب (أغسطس) من العام 2016 ببيع 500 دونم من الأراضي التابعة لها في الأحياء “الطالبية ونيوت” في القدس الغربيّة لشركةٍ إسرائيليّةٍ خاصّةٍ تدعى “نيوت كومميوت هشكعوت” على غرار ما فعلته في أرض قيسارية وفي أراضٍ أخرى بيافا وغيرها.

وفي عقد البيع يظهر بأنّ المبلغ الذي حصلت عليه البطريركية مقابل الـ500 دونم هو 38 مليون دولار، ولكنّه يضاف على مبلغ 76 مليون كانت نفس الشركة قد دفعته عام 2011 مقابل “الاستئجار طويل المدى” للأرض بعد انتهاء فترة “استئجار” الكيرن كييمت لها في عام 2050.

البطريركية أكدت أنّها عقدت الصفقة، وجاء في تعقيبها: أحد أسباب عقد هذه الصفقة مع جهات خاصة هو التعامل “المهمل” من قبل الكيرن كييمت حول موضوع تجديد الإيجار، رغم أننّا عرضنا عليهم الأمر أكثر من مرة.

يذكر أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تبيع فيها البطريركية أراض تابعة لها لجهات خاصة ومجهولة، وفي المرة السابقة رفضت البطريركية التعقيب على بيع الـ1000 دونم في قيسارية.

وكانت صحيفة كلكاليست، الإسرائيليّة-الاقتصاديّة، من مجموعة (يديعوت أحرونوت) قد كشفت النقاب عن أنّ البطريركية الأرثوذكسية الاورشليمية وقعّت، السنة الماضية على 200 صفقة بيع في حي الطالبية وحي المصلبّه لمجموعة مستثمرين مخفيين (غير معلومة أسماءهم).

ولفتت في تقريها الحصريّ إلى أنّ البطريركية الأرثوذكسية تنقل ملكية (بيع) 500 دونم في قلب القدس لمستثمرين. وأوضحت الصحيفة الإسرائيليّة أنّه  في هذا الشهر قدّمت البطريركية الأرثوذكسية الاورشليمية دعوى بالمحكمة المركزية بهدف الحصول على مستندٍ من بلدية القدس لإتمام صفقة البيع. (المستند المطلوب: خلو العقارات – 500 دونم – من أي دين مُستحق من البطريركية للبلدية).

علاوةً على ذلك، يتضح من مستندات القضية أنّ البطريركية باعت في شهر آب (أغسطس) من العام 2016 عقارات بمساحة 500 دونم . جديرٌ بالذكر أنّ الشركة باسم “يانوت قومميوت لهشكعوت” بواسطة المحامي نوعم بن دافيد وأصحابها لم يتم الإفصاح عنهم. وشدّدّت الصحيفة على أنّ البطريركية تحفظ سرًا الثمن المدفوع وأسماء أصحاب الشركة التي وقعت معها الصفقة.

وبحسب الصحيفة العبريّة، فإنّ البطريركية توجهّت برسائل إلى البلدية ممّا جاء فيها: هناك جهات من البلاد والخارج، بعضهم أعداء، عملوا ويعملون لمنع إبرام هذه الصفقة، لذلك ولصالح سكان أورشليم ولصالح دولة إسرائيل، هناك أهمية قصوى للحفاظ على السرية التاّمة للصفقة وتفاصيلها، على حدّ تعبيرها.

 محامي الشركة بن دافيد قال للصحيفة الاقتصاديّة-الإسرائيليّة إنّه على هذه الأرض مقام 1500 عقار إضافةً إلى قطع أراضي كثيرة غير مستغلة، ولفت أيضًا في سياق تعقيبه إلى أنّ الصفقة على أراضي الطالبية المحاذية لأرض “حديقة الجرس″، والتي كانت سابقًا بملكية البطريركية. كما أنّ الأراضي المحيطة بـ”دير المصلبّه ( دير الكُرج) التي يحدّها مبنى الكنيست من جهة ومتحف إسرائيل من جهة أخرى والموقعان مقامان أيضًا هما على أملاكٍ تابعةٍ للبطريركية.تعيين الصورة البارزة للمقالة

 

تعليقات الفيس بوك